قال الموسيقار الراحل فى مذكراته إنه عرف نجيب الريحانى فى مراحل حياته كلها، عرفه فى الطفولة والشباب حيث عمل معه ممثلا ومطربا ولمس عبقريته فى الأداء فى طريقة تمثيله وأدائه المسرحى.
ويستطرد عبد الوهاب فى مذكراته قائلا:” كنت صغيرا لا أتجاوز العاشرة من عمرى، عندما التحقت بفرقة الريحانى وكان علىّ فى الليلة الأولى لوقوفى على المسرح أن ألقى جملة يبدأ بعدها نجيب تمثيل دوره، وجاءت اللحظة الرهيبة ووقفت أمام النظارة،وإذا بالجملة تطير من ذاكرتى واسودت الدنيا فى عينى وانعقد لسانى وزاغ بصرى وتخاذلت رجلاى .. ونظرت إلى نجيب نظرة التلميذ إلى أستاذه فحاول أن يشجعنى ولقننى الجملة المفقودة، ولكن رهبة الموقف أفقدتنى السيطرة على نفسى” .
بعد دقائق تطاير الغضب من عينى الريحانى وفجأة تقدم من عبد الوهاب وصفعه على وجهه صفعة قوية أخرجت عبد الوهاب من المسرح، ولم يكترث بالجمهور الذى كان يرى هذا المشهد مأخوذا .
وبكى عبد الوهاب بكاء حارًامن الإهانة التى شعر بها، وعندما رأى الريحانى عبد الوهاب يبكى تقدم ببطء إليه.
وقال له: “لا تؤاخذنى يا ابنى، أنا على المسرح أنسىنفسى وأنسى عواطفى وأنسى كل شىء إلا الفن، متزعلش يا محمد” وظل يسترضيه حتى كف عبد الوهاب عن البكاء .
هذه الواقعة أشعرت عبد الوهاب بقلب نجيب الريحانى الكبير فوقره وأحبه واحترمه وتعلم منه الكثير فى حياته الفنية.